فيروس كورونا
تتصاعد حدة القلق والمخاوف عالميًا من سرعة انتشار فيروس كورونا الذي أودى بحياة 70 شخص خلال أيام قليلة.
فكيف تنبأ الذكاء الاصطناعي بانتشار الفيروس وهل يمكن استخدام هكذا تقنية لمواجهته؟
كان ظهور الفيروس مرتبطًا بسوق واحدة لبيع المأكولات البحرية في مدينة ووهان بوسط الصين،
ولكن سرعان ما ظهرت حالات إصابة في بلدان أخرى تشمل: اليابان، وتايلاند، وكوريا الجنوبية، والولايات المتحدة، وفرنسا.
وبناءً عليه لجأ العلماء إلى استخدام خوارزمية (BlueDot) التي تعتمد على الذكاء الاصطناعى للتنبؤ بانتشار الفيروس؛
حيث تقوم الخوارزمية بمتابعة تقارير الأخبار بجميع اللغات تقريبًا، وشبكات الأمراض الحيوانية والنباتية،
والإعلانات الرسمية لإصدار تحذير مسبق لتجنب مناطق الخطر لانتشار الفيروس.
المسؤولون الصينيون ليس لديهم تاريخ جيد لتبادل المعلومات حول الأمراض أو تلوث الهواء أو الكوارث الطبيعية.
ولذا يتعين على مسؤولي الصحة العامة في منظمة الصحة العالمية و(مركز السيطرة على الأمراض) CDC
الاعتماد على هؤلاء المسؤولون لمتابعة انتشار هذا المرض لأن مركز انتشاره يقع داخل الصين،
لذلك ربما يكون الاعتماد على الذكاء الاصطناعي هو الحل الأسرع.
يقول كمران خان مؤسس BlueDot ومديرها التنفيذي: ” نعلم أن الحكومات قد لا يتم الاعتماد عليها
لتوفير المعلومات في الوقت المناسب؛ لذلك نستخدم المنتديات الصغيرة أو المدونات لمتابعة تطورات الأحداث غير العادية”.
مضيفا إن خوارزمية BlueDot لا تستخدم منشورات منصات التواصل الاجتماعي في التنبؤ لأن هذه البيانات غير واضحة للغاية.
ولكن لديها حيلة واحدة، وهي الوصول إلى بيانات تذاكر الطيران العالمية التي يمكن أن تساعد في التنبؤ
حيث يتم ذلك بتتبع أين ومتى يتجه السكان المصابين بعد ذلك.”
وبالفعل؛ لقد تنبأ الذكاء الاصطناعي بشكل صحيح بأن الفيروسسينتقل من ووهان إلى مدن
بانكوك وسيول وتايبيه وطوكيو في الأيام التالية من ظهوره الأول.
بعد اختبار العديد من البرامج التنبؤية، أطلق خان BlueDot في عام 2014 وجمع تمويل قدره 9.4 مليون دولار،
ولدى الشركة الآن 40 موظفًا ما بين أطباء ومبرمجين ابتكروا برنامج تحليل ومراقبة الأمراض،
والذي يستخدم أساليب معالجة اللغة الطبيعية والتعلم الآلي للتفتيش عن التقارير الإخبارية بنحو 65 لغة،
إلى جانب بيانات شركات الطيران وتقارير تفشي الأمراض الحيوانية.
يقول خان إنه بمجرد اكتمال عملية فلترة البيانات الآلية، يتولى البشر مهمة التحليل الأخير؛
حيث يتحقق علماء الأوبئة من أن الاستنتاجات منطقية من وجهة نظر علمية،
ثم يتم إرسال تقرير إلى عملاء الحكومة وقطاع الأعمال والصحة العامة.
بعد ذلك؛ يتم إرسال تقارير BlueDot إلى مسؤولي الصحة العامة في أكثر من عشر دول بما في ذلك
: الولايات المتحدة، وكندا، بالإضافة إلى شركات الطيران، ومستشفيات الخطوط الأمامية حيث قد ينتهي المطاف بالمرضى المصابين.
وهكذا يتدخل الذكاء الاصطناعي في المساعدة على مواجهة الفيروس قبل في المدن المهددة بالانتشار فيه.
يُذكر أن صحيفة بلومبرج كانت قد أطلقت خدمة ترصد انتشار المرض في أنحاء العالم.
زر الذهاب إلى الأعلى